ومن سلبيات زيادة معدّلات الفائدة، هي زيادة رغبة المستثمرين الأجانب بالإستثمار في هذا البلد. يتطابق هذا المنطق مع ذلك الكامن وراء أي استثمار: يبحث المستثمر عن أعلى عائدات محتملة.
وعبر زيادة معدّلات الفائدة، تتزايد العائدات التي يحصل عليها أولئك الذين يستثمرون في ذلك البلد. نتيجة لذلك، تتنامى الطلبات على تلك العملة بما انّ المستثمرين يستثمرون أموالهم حيث معدّلات الفائدة المرتفعة.
إنّ البلدان التي توفر عائدات أعلى على الإستثمارات من خلال معدّلات الفائدة المرتفعة والنمو الاقتصادي والنمو في الأسواق المالية المحلّية تميل الى استقطاب معظم رؤوس الأموال الأجنبية. إذا كانت سوق الأسهم في بلد ما تبلي بلاءًا حسنًا وتوفر معدّلات فائدة مرتفعة، من المرجّح أن يرسل المستثمرون الأجانب رؤوس أموالهم الى تلك البلاد. يساهم ذلك في زيادة الطلبات على عملة تلك البلاد، لترتفع بذلك قيمتها.
كما يمكنك الملاحظة، ما هو مهمّ ليس المعدّل بحدّ ذاته. بإمكان مسار معدّل الفائدة تجسيد نموذجًا مثاليًا على الطلبات على العملة. يتمّ كشف النقاب عن مسار معدّل الفائدة من خلال النبرة التي يستعملها المصرف المركزي في بيان السياسة المرافق لقرار الفائدة.
يتمّ تحليل بيان السياسة المرافق لقرار الفائدة حرفيًا بغية الحصول على أي دلائل حول الخطوات المستقبلية التي قد يعتمدها المصرف في اجتماعه التالي.يجب التنبّه دائمًا الى انّ قرار الفائدة بنفسه يميل الى أن يكون أقلّ أهمّية من التوقعات المحيطة بتحرّكات معدّلات الفائدة المستقبلية.
إنّ ارتفاع المعدّلات والمعدّلات المرتفعة في بداية أس توسّع اقتصادي قد تؤدّي الى النمو وتزايد قيمة العملة. من جهة أخرى، إنّ تخفيض المعدّلات والمعدّلات المتدنّية تمثّل على الأرجح بلد يواجه صعوبات اقتصادية جمّة، ما يعكس تراجع قيمة العملة.
اتّساع الفارق بين معدّلات الفائدة
في أوائل العام 2009، أخذ الاقتصاد العالمي يتدهور، وسط تأجّج الأزمة الإئتمانية الأميركية. في ذلك الوقت، أبقى بنك الاحتياطي الفدرالي معدّلات الفائدة الأميركية عند قيع تاريخية، في حين بدأ بنك الاحتياطي الأسترالي عملية زيادة معدّلات فائدته.
وإذ كان ذلك بمثابة بداية للتوسّع الاقتصادي، احتاج المستثمرون الأجانب في الشركات الأسترالية الدولار الأسترالي للقيام بإستثماراتهم. علاوة على ذلك، أخذ تجار الفوركس يشترون الأسترالي/دولار استباقًا لزيادة الطلبات على الدولار الأسترالي.
حقّق هؤلاء التّجار الربح بما انّ زوج الأسترالي/دولار بدأ ارتفاعًا بقيمة 30 سنت وحصلوا على عائدات يومية من العام 2009 حتّى العام 2011. عقد تداول مصغّر من 10000 وحدة من العملة كان ليحقّق عائدات بأكثر من 3000$.