هذا سبب من الأسباب الذي يدفعنا الى الإعتقاد بأنّه لم تتمّ معالجة المشكلة بجدّية وبطريقة فعّالة؛ إنّه التفكيك عينه الذي تحدّثنا عنه أعلاه. بحسب العديدن، ازدهرت ألمانيا منذ إدراج اليورو. هذا وقد حافظت هولندا على تصنيفها الإئتماني ذات الفئة AAA على الرغم من استقالة الحكومة بعد فشلها في التوصّل الى اتّفاق حول شروط التقشّف الخاصّة بها.

هيكليًا، مخاطر حقيقية للغاية تهدّد الإتّحاد الأوروبي. عندما تكون الاقتصادات ضعيفة في مناطق كأسبانيا والبرتغال أو اليونان- خسرت هذه الاقتصادات قدرتها على مجابهة ذلك الضعف من خلال تخفيض قيمة عملاتها. بقي اليورو قويًّا بفضل الاقتصادات القويّة كألمانيا وفنلندا.

إنّ الفكرة التي تتناقل أكثر فأكثر ما بين العامّة، ولا سيّما مع انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند، هي فكرة "سندات اليورو"، وتعتبر هذه التسمية غير صحيحة نوعًا ما. فالتعريف الصحيح لسندات اليورو أنّها مجرّد سندات مسعّرة بعملة غير عملة البلد الأمّ (المعروفة أيضًا بالسندات الخارجية). تمّ اقتراح مفهوم سندات اليورو لحلّ أزمة الديون الأوروبية، وهي سندات سيصدرها البنك المركزي الأوروبي.

لم ترحّب الاقتصادات كألمانيا على سبيل المثال بالفكرة، ولهذا السبب نلاحظ اختبار بعض الأزواج كاليورو/دولار واليورو/ين الكثير من التذبذبات.

مع ذلك، من المحتمل أن يوفر الإتّفاق بشأن إصدار سندات من البنك المركزي الأوروبي- ما يعطي البنك المركزي الأوروبي سلطة طبع المزيد من اليورو- حلاّ للمشكلة. ينبغي الترقّب ومعرفة ما إذا كان هذا الحلّ جذريًا ومستدامًا أو مؤقّتًا. وبدون أدنى شكّ، ستحلّ على المدى القريب مسائل الديون السائدة في أوروبا.

كيف بإمكان التّجار حماية أنفسهم؟

الأنباء السارّة حيال هذه الأوضاع تتمثّل بتوافر فرص كبيرة سانحة أمام التّجار والمستثمرين لتحقيق الربح. الأنباء الكبيرة تولّد تحرّكات كبيرة. وبالنسبة الى التاجر الذكي، يعتبر هذا الأمر فرصة ذهبية.

الأمر الذي لا يجب نسيانه هو أنّه على الرغم من إمكانية توفير الأسعار اتّجاهات واضحة وقويّة- ما من شيء أكيد أو مضمون.

وبعد أن ارتفعت الأسعار بشكل سريع، ثمّة خوف مستمرّ من "بلوغ القمّة"، إذ تشهد الأسعار انعكاسًا ضدّنا بعد وقت قليل من فتح العملية.

في ما يلي لائحة من خمس وسائل تخوّل التّجار حماية أنفسهم عند التداول في ظلّ مناخات مماثلة:

  1. يجب التداول دائمًا مع وضع نقاط لوقف الخسائر: ما من أحد يستطيع أن يكون واثقًا من موعد حدوث الإنعكاسات. تسمح نقاط وقف الخسائر للتّاجر الحدّ من خسائره في الأوقات الذي يكون قد اقترف فيها أي خطأ في التداول أو شهدت السوق انعكاسًا مفاجئًا وسريعًا.
  2. ابتكار خطّة تداول معقولة واتّباعها: يعتبر ذلك بمثابة قاعدة أساسية بالنسبة الى التاجر. ينبغي على هذه الخطّة أن تشمل الإستراتيجية التي يتطلّع الى استخدامها في تداولاته، الى جانب المبلغ الذي يرغب في كسبه عند الربح وذلك الذي يرغب في خسارته عند أوقات الخسارة.
  3. التطلّع الى معدّلات حادّة (وملائمة) للمخاطر/المكاسب: إنّ حقيقة تحرّك الأسواق بسرعة كبيرة تولّد تذبذبات إضافية تشير الى أنّ تلك التحرّكات قد تمتدّ أكثر. عند تحقيق الأرباح، يكون التاجر قادرًا على تحقيق بعض النقاط الإضافية مقارنة بتلك التي كان ليحقّقها في سوق مليئة بالتذبذبات.
  4. في حال كان التاجر غير واثق من سبب تحرّك الأسعار في اتّجاه معيّن عقب صدور أي أنباء اقتصادية، لا يجب التردّد أزاء التراجع. في التداول، الفرص هي غير محدودة في معظم الحالات. إذا لم يخض التاجر هذه التجارة اليوم، ستتسنّى له فرصة القيام بذلك في الغد. مع ذلك، تداول رؤوس الأموال هو محدود. إذا تكبّد التاجر الخسائر اليوم، يشير ذلك الى أنّ رؤوس أمواله ستكون أقلّ في الغد. الفرص هي غير محدودة، بيد أنّ تداول رؤوس الأموال هو محدود.
  5. ابتكار/تعديل استراتيجيات لهذه الأنواع من الأحداث: يحبّ العديد من التّجار تداول الأنباء، وهو أمر قد يكون خطير لأنّ الأسعار ستختبر تذبذبات على الأرجح. ولكن بالنسبة الى التاجر الذي يتوقّع تبلور هذه التذبذبات، من الممكن أن تكون الإستراتيجيات معدّة لتحقيق الأرباح في ظلّ ظروف مماثلة.